recent
Articles récents

الوسائل الديداكتيكية الداعمة في مادة الرياضيات



الوسائل الديداكتيكية الداعمة في مادة الرياضيات 


الوسائل الديداكتيكية 

تعتبر الوسائل الديداكتيكية الداعمة معينات ودعامات تساعد على إحداث التعلم، ولا ينبغي أن ينظر إليها كعناصر منفصلة مستهدفة لذاتها، بل باعتبارها جزءا من استراتيجية التعلم، وتقوم هذه الوسائل بعدد من الأدوار التربوية نجملها في النقاط التالية : 

1 ) حفز المتعلم وشد انتباهه واهتمامه بموضوع التعلم وذلك بالتنوع في التناول. 

2 ) تيسير بناء المفاهيم وتجاوز المعيقات والصعوبات الإبستيمية.  

3) تثبيت التعلم وترسيخه من خلال توظيف الحواس.  

4) تنشيط قدرة المتعلم على الملاحظة وإجراء تماثلات وربط العلاقات. 

5) اقتصاد الوقت والجهد.  

أنواع الوسائل الديداكتيكية 

* تختلف الوسائل الديداكتيكية الداعمة باختلاف مكونات مادة الرياضيات، وتنقسم هذه الوسائل إلى نوعين : جماعية وأخرى فردية، ورغم هذا الفصل ذي الطابع الشكلي فإن ما يميز كل نوع يكمن في واقع الممارسة الصفية، ويتجلى ذلك في التالي : 

- تستحث الوسائل الجماعية فضول المتعلم وحب استطلاعه، وهو ما يتيح التحسيس بالمفاهيم ويؤثر بشكل واضح على النشاط الفكري عند المتعلم. 

تسمح الوسائل الفردية بتثبت المفاهيم لدى المتعلم وإعطائه إمكانية الترييض والاستثمار. 

* وفيما يتعلق باستثمار الوسائل الديداكتيكية الداعمة، ينبغي مراعاة ما يلي : 

1) إن الرياضيات، رغم ارتكازها في المراحل الأولى للتعلم على توظيف الوسائل الديداكتيكية الداعمة، تتجاوز ذلك إلى التجريد إلا أن هذه الملاحظة لا تنطبق على أدوات الرسم الهندسي أو أدوات القياس التي كلما ازداد المتعلم وارتقى    في المستويات «العليا» في الدراسة والتحصيل إلا وازدادت وتنامت مهارته في استخدامها. 

2) تجنب الإفراط وطغيان مثل هذه الوسائل على حساب المفاهيم المراد دراستها.  

3) وفي حالة تعيين قدرة مستهدفة بالتحديد، يمكن اللجوء إلى وسيلة ديداكتيكية يتم صنعها لهذه الغاية شريطة أن تضمن أقل عدد من المؤشرات يسهل ضبطها. 

4) التفكير في ابتكار وصنع وسائل داعمة كلما سنحت الفرصة وكان ذلك ممكنا.  

*وهناك بعض الملاحظات والمبادئ الخاصة باستثمار أكثر أنواع الوسائل الديداكتيكية استخداما، ونرى من المفيد إيجازها في التالي : 

السبورة : 

يتمتع التلاميذ بذاكرة بصرية مدهشة، لذا ينبغي استعمال السبورة بمنهجية وعناية من طرف الأستاذ، وذلك لأن الأستاذ وحده قادر على هذا الاستعمال لا بحسب ما سبق إنجازه من الدرس، ولكن أيضا بحسب ما سيأتي منه، والأستاذ أيضا هو وحده القادر على أن يقرر بصدد ما ينبغي إبرازه لقيمته التربوية والمعرفية، هذا فضلا عن أن إنجازات التلاميذ على السبورة من شأنها أن تعودهم على النظام والتنظيم المنهجي وعلى التواصل البناء. 

دفاتر التمارين والدروس : 

تدون بها المعارف الأساسية والإنجازات، وهي تمكن التلميذ من الرجوع إليها قصد المراجعة، هذا وإن مراقبة هذه الدفاتر ينبغي أن تحظى برعاية الأستاذ وأن تكون مستمرة حتى يتعود التلاميذ على العمل المنظم والمنهجي، وحتى يتسنى للأستاذ تكوين فكرة واضحة عن تحصيل كل تلميذ ومؤهلاته لما في ذلك من قيمة في توجيهه الوجهة الصحيحة. 

الأدوات الهندسية : 

وهي الورق الميلمتري، والتربيعات (الشبكات ذات تربيعات بما فيها شبكات الدفاتر) والأنسوخ والمسطرة (المدرجة وغير المدرجة) والكوس والمنقلة، كل هذه الدعامات تفيد في بناء المفاهيم وخصوصا مفاهيم الهندسة، وللإشارة فقد أدرجنا في كل من كتابي التلميذ والأستاذ لائحة بهذه الوسائل مع تحديد مجالات استعمالاتها. 

وإذا كانت الإنشاءات الهندسية هي العمود الفقري في تدريس الهندسة، وهي مكانة تستمدها من مساهمتها الفاعلة في تنمية قدرات التجريد والاستدلال وحل المسائل، فإنه ينبغي التركيز على المسطرة والبركار لما لهما من مزية أكيدة في اقتصاد الجهد وإدراك البنيات والتعالقات الهندسية. 

المجسمات : 

إن اعتماد المجسمات، باعتبارها وسائل ديداكتيكية داعمة هامة، يمكن من تخطي الصعوبات التي تطرحها الهندسة الفضائية ويساعد على امتلاك رؤيا واضحة في الفضاء وعلى تصور المفاهيم الأساسية. 

المسلاط العاكس : 

تكمن الأهمية التعليمية لاستخدام المسلاط العاكس، بالإضافة إلى الأدوار التي أتينا على ذكرها آنفا، في مزايا تربوية أخرى نذكر منها : 

- يتيح ربح الوقت الذي قد يخصص أحيانا لرسم مبيان أو مخطط (مثلا في الإحصاء). 

- يسمح بالتنوع في المعالجة والتناول. 

- يريح الأستاذ من عناء تكرار إنجاز رسم أو وثيقة... 

- يشكل سندا بصريا هاما وحافزا. 

الأدوات الإعلاميائية : المحسبة والحاسوب : 


من المزايا التربوية الأساسية للآلة الإعلامية، نذكر : 

- إنجاز تمثيلات مبيانية (بالنسبة للمحسبات القابلة للبرمجة والحواسيب التي تتوفر على برانم تسمح بذلك). 

- تساعد على تركيز الجهد على حل بعض المسائل المعقدة عوض الانغماس في الصعوبات الحسابية التي قد تصاحبها. 

- تمكن من التحقق بسرعة من النتائج المتوصل إليها. 

- تسهل اكتشاف بعض الخاصيات. 

- تمكن من القيام بتجسيد للمجسمات والأشكال الفضائية مع إمكانية تحريكها ودراسة مختلف عناصرها. 

- تسعف في إجراء الخوارزميات وتقويمها. 

تكنولوجيات الإعلام والتواصل : 


جميع الأدوات (Technologies de l'information et de la communication (TIC تشمل تكنولوجيات الإعلام والتواصل والوسائل الرقمية المستعملة على المستوى التربوي والتعليمي. نذكر من بينها الآلات الحاسبة والحواسيب والآلات الرقمية المحمولة (هواتف وغيرها) والسبورات التفاعلية وجميع البرانم الممكن توظيفها في العملية التعليمية-التعلمية. 

لقد أدى تطور هذه الأدوات إلى عدة نتائج كان لها أكبر الأثر على الممارسة الصفية وعلى واقع الأقسام وعلى التعليم والتعلم. 

إن الهاجس الذي كان يشغل الباحثين في تدريس الرياضيات، هو كيفية مساعدة التلاميذ على الانتقال من الاستراتيجيات الملموسة إلى التصورات والتمثلات الذهنية وصولا إلى الاستراتيجيات المجردة. ولتحقيق هذه الغاية تم اعتماد نوعين من الوسائل التكنولوجية تسهمان في تحسين الأداء والارتقاء بالتعلمات. 

السبورة التفاعلية : 

هناك عدة وظائف للسبورة التفاعلية تدعم تدريس الرياضيات بنجاعة وفعالية. وبديهي أن العديد من الوسائل الديداكتيكية الرياضية تكون مدمجة في السبورة التفاعلية (مثل المنقلة والبركار وغيرهما). الميزة الأساسية للسبورة التفاعلية تتمثل في تسجيل شرائط العروض الإيضاحية ؛ وهكذا يسجل الأستاذ الخطوات المركبة ويجعلها في متناول التلاميذ يمكنهم مشاهدتها عند الحاجة بدون تخطيط مسبق. بالإضافة إلى ذلك، هناك عدة فترات تفاعلية تسعف في مناولة تمثلية للمفاهيم الرياضية. مثلا، يمكن للتلاميذ بتقسيم أجزاء ضمن الكل أو مجموعة أشياء أو قياسات أطوال حيث يكون استعمالها على » الكسر « الاستئناس بمختلف تمظهرات مستوى السبورة التفاعلية مسهما في الرفع من تفاعلية المتعلم)ة( مع موضوع التعلم وذلك بتسهيل المناولات من قبيل التجميع والاسترداد والتنقيل. 

وتتوفر السبورة التفاعلية على عدة مزايا، نذكر منها : 

- سهولة الاستعمال بالنسبة لمجموعة القسم ؛ 

- الرفع من درجة المشاركة من طرف التلميذات والتلاميذ ؛ 

- الاستعمال الضمني والمدمج لموارد متعددة الوسائط .(multimédia) 

وغالبا ما تكون السبورة التفاعلية مصحوبة ببرانم تمنح إمكانية بلورة مخططات وخطاطات وبيانات تمثيلية، الأمر الذي يمكن أيضا من تمثيل معلومات ومعطيات للاستفادة منها في حل مسائل مطروحة بشكل أكثر فاعلية. 

 برانم الهندسة  «الدينامية » 

لأنها تمكن من تمثيل المفاهيم الرياضية المجردة «الدينامية » يميل كثير من المهتمين بتدريس الرياضيات إلى برامج الهندسة ووضع فرضيات والتحقق منها. وهناك بعض البرامج التي تولف بين الهندسة والجبر والعمليات. وفي هذا الصدد، يمكن بلورة شرائط قصد مشاهدتها لاحقا يكون الهدف منها هو الاستدلال على صحة قاعدة من القواعد. (مثلا، إثبات صيغة مساحة مثلث أو متوازي أضلاع انطلاقا من المستطيل). 

استثمار الوسائل الديداكتيكية 

كيفية توظيف الوسائل الداعمة للتعلمات أثناء العملية التعليمية التعلمية : 

*أثناء عملية بناء المفاهيم والمعارف : 

اختيار الوسائل التعليمية يكون مناسباً لوضعيات التعليم والتعلم بحيث يتفاعل معها المتعلم من أجل حصول الأثر التعلمي المرغوب فيه، ويتمثل في إدراك المتعلم للعلاقات الرياضياتية، الشيء الذي سييسر له حل الوضعية أو المسألة. 

إن الوسائل التعليمية تمكن المتعلم من : 

- القيام بمناولات. 

- الوصف والتعبير. 

- التأكد والتحقق. 

- الإنشاء والإنتاج. 

*أثناء عملية التطبيق : 

تنمي الوسائل التعليمية مهاراته اليدوية خاصة في الأنشطة الهندسية وأنشطة القياس لتطوير ذكائه الإجرائي الذي هو الأصل الملموس الذي ستنبني عليه العمليات العقلية المجردة. 

وينبغي أن ندرك أن الصور والرسوم التي تواكب الأنشطة في الكراسة، لبناءالمعارف والمهارات والقدرات، هي وسائل ذات وظيفة بيداغوجية بالغة الأهمية ألا وهي استثمار دور الصورة الحسية في بناء الصورة العقلية وتطويرها. 

*أثناء عملية التقويم : 

تساعد على مراقبة مدى فهمه للنتائج التي تم تأطيرها في منظومة المفاهيم الرياضية، ونذكر أن من بين هذه الوسائل كراسة التلميذ. 

*أثناء عملية الدعم : 

تساعد الوسائل العليمية على سد الثغرات وذلك بإعادة بناء المعارف والمهارات والمفاهيم التي بدأت عملية بنائها سابقاً لأن المتعلم في هذه المرحلة يحتاج إلى سند بصري مرة أخرى يعتمد عليه لمعالجة تعثراته وتصحيح أخطائه، عبر اشتغاله بنفسه على موضوع التعلم. 

أنواع الوسائل التعليمية : 

الوسائل التعليمية التعلمية كثيرة ومتنوعة، لذا ينبغي التركيز على تهييئها من الواقع المعيش للمتعلم حتى لا تصبح عائقاً في عملية التعليم والتعلم، كما يجب تحديد الوسائل التعليمية الجماعية والوسائل التعليمية الفردية بحيث تتناسب كماً وكيفاً مع الوضعيات التعليمية التعلمية كما هو موضح في الدروس. 

استثمار فضاءات التعلم في المؤسسة والمحيط 


ينبغي أن يوفر التدريس للتلميذ الأنشطة التي سوف تمكنه من تطوير وإعادة بناء معلوماته. وهذه الأنشطة يجب أن يقوم بها التلميذ في علاقة مباشرة مع بيئته. فهذه البيئة هي التي سوف تكون موضع البحث والتحويل. 

إن عملية التعلم هي نتيجة لنشاط التلميذ، ومن بين الأنشطة ذات الأهمية الخاصة عند دراسة العلاقة بين التلميذ والبيئة: 

تنمية المهارات اللازمة، وتنمية القدرة على تدوين المعلومات، وكذا استخدام المواقف التجريبية التي يرى فيها نتائج أعماله. 

إن البيئة مصدر غني بالحوافز على الإبداع الرياضي، ومن هذا المنطلق يمكن أن نستخلص بعض الأفكار الخاصة باستثمار فضاءات التعلم في المؤسسة والمحيط : فضاءات التعلم في المؤسسة والمحيط 

- اختيار وضعيات مستقاة من الواقع المعيش وتدبيرها بوسائل ملموسة أو ممثلة وعلى ذلك تصبح البيئة مصدرا للأهداف أو مجالا للأعمال التطبيقية إلى الحد الذي يجعل التلميذ قادراً على الإفادة منها في تدريبه الشخصي. وهذا التوجه الإنساني يشجع ثلاثة أنشطة هي التجريب، والملاحظة، وتطبيق المعرفة. 

- تشجيع التلاميذ على ابتكار نظم لتنظيم المعلومات المكتسبة، ويجب أن يقوم الأستاذ بعملية تنظيم التفاعل بين التلميذ 

والبيئة، ثم ييسر عملية التعبير الشفوي أو التحريري كما تمت ملاحظته ودراسته. 

- اعتبار بيئة التلميذ مصدراً غنياً وفعالاً لنقاط بدء يمكن استخدامها في إعداد الأنشطة التعليمية التعلمية.
google-playkhamsatmostaqltradent